موضوع: الغيرة على المحارم الأحد ديسمبر 26, 2010 5:05 am
إن الغيرة على محارم الله لابد من أن تمزج بالحكمة :
فإبراهيم عليه السلام يوم أن كسر أصنام قومه ترك كبيرها ليقيم عليهم الحجة ، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالبيت في مكة وحول الكعبة وداخلها ثلاثمائة وستون صنماً فما حطمها وما كسرها ؛ وإنما صبر واتبع الحكمة حتى حانت الفرصة المناسبة ؛ فجاء صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فحطمها كما جاء في صحيح البخاري ؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : "دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَحَوْلَ الْبَيْتِ سِتُّونَ وَثَلَاثُ مِائَةِ نُصُبٍ ؛ فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ : {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ،جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} فمن الشباب من تأخذه الغيرة على محارم الله فيقوم مثلاً بإتلاف جهاز القنوات في المنزل ؛ فنقول له ليس هذا المقصود بل قد تكون هذه فرصة لاقتناء آخر أكثر تطوراً وفجوراً ؛ لكن ما يسعى إليه المسلم هو تغيير الأمر من داخل القلب وإحياء الإيمان في القلوب ؛ فهذا هو التغيير الحقيقي وإن أخذ وقتاً من الزمن؛ والقاعدة التي نص عليها أهل العلم : أنه إذا كان تغيير المنكر يؤدي إلى منكر أعظم منه فإنه يترك تغييره من باب ارتكاب أخف الضررين ؛ لكن لا يعني هذا أيها الأحبة في الله أن يترك الإنسان الغيرة على محارم الله ؛ أو أن تموت في قلبه الغيرة على محارم الله والعياذ بالله.